08‏/06‏/2015

الكرات النارية الغامضة ورجال بالأسود في فيلادلفيا .

هناك الكثير مما لا نفهمه عن هذا العالم الذي ننتمي إليه ، فقد نصادف أشياءًا تحدث ولا نملك أدنى تفسيرٍ لها ، وفي بعض الأحيان نستطيع القول بوجود كذبة ما أو خدعة في الأمر أو حتى يمكننا الأخذ بـ ” الوهم ” كأحد التفاسير لما نراه ، لكن هناك من القصص ما لانستطيع نكرانه بسبب معرفة صدق قائليها ومكانتهم الإجتماعية المرموقه ، وكذلك بسبب وجود أدلة تدعمها وهذا مايجعلنا لا نتغاضى عن بعض القصص الغريبة جدًا لأي سببٍ من الأسباب لاسيما ان كانت مزودة بتحليل للقضية يساعدنا على فهم ملامحها ، وتبقى الكثير من الحالات يلفها الغموض بإنتظار من يكشف خباياها ويوضحها لنا . 
٢٠١٤٠٧٠٧-٢١٣٣٥٢-٧٧٦٣٢٨٢٨.jpg
واحدى هذه الحالات هي قصة السيدة لويز ماثيوز من فيلادلفيا ، وذلك في عام 1969 م خلال فصل الصيف حيث كانت متكئة على الأريكة في غرفة المعيشة ، حين إلتفتت للنافذة المجاورة لها في الوقت المناسب تماما لرؤية ” كرة نارية ” متوهجة متجهة إلى نافذتها فاخترقت النافذة المفتوحة ، ومرت بالقرب من رأسها فما كان من السيدة ماثيوز إلا أن دفنت رأسها في وسائد الأريكة في محاولة لحماية نفسها وهي تسمع صوت الأزيز و تردد ” يارب ، لا أحب ذلك ” ، وبعد ذلك رأت الكرة النارية تخرج من النافذة المقابلة دون أن تترك آثارًت مدمرة على الستائر أو النافذة ، وقد استغرق السيدة ماثيوز بعض الوقت لتستوعب ماحصل ، فقد كانت في حالة من الذهول والحيرة الشديدين ولا لوم عليها في ذلك ، فأخذت تنظر إلى جسدها ويديها لتطمئن على سلامتها ، إلا انها وجدت بعض الحروق في الجزء الخلفي من رأسها وقد تساقط بعض منه في كتلٍ على أرضية الغرفة – وقد ادعت لاحقًا أن كتلات الشعر المتساقطة قد تغيرت ! فقد اصبح هشٌ وسلكي ! – فأخذت تجري في الشارع وتصرخ بشكل هستيري ، فاستقبلها الجيران لدى سماع صراخها ورؤيتهم للحروق والآثار في خلفية رأسها فقام احدهم بالاتصال بزوجها الذي هرع مسرعًا للمنزل ، وحين رؤيته لحالتها وما جرى لها أخذ يبكي ويردد ” اخشى ان يكون هذا الحادث تحذيرًا من الله “! . 

كل ما سبق تم ذكره في احدى الصحف المحلية والتي طبعت القصة في الصفحة الخامسة لجريدتهم بتاريخ الرابع من يونيو لعام 1960 م

بواسطة احد الكُتّاب الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية .

حسنا ، ما كانت هذه الكرة النارية ؟ هل نحن بصدد لقاء مبكر لنوع مايسمى بالأجرام السماوية أو مايطلق عليه باليوفو ( UFO ) ؟؟ أو هو شيء آخر ؟ يجب علينا ان نذكر أن أحد التفاسير التي تم ذكرها بعنوان فرعي هي ” كرات النار العضمى ” وهم بذلك يفسرونه بهبوط ” نيزك ناري ” فهل من طُرق سقوط النيازك أن تتخذ هذا المسلك؟ واقصد بذلك دخول الكرة النارية من نافذة وخروجها من نافذة أخرى ، وبذلك تتخذ مسارًا أفقيًا بدل أن يكون رأسيًا ؟؟!!! 
هل نحن أمام كيان خارج الأرض ؟ أم هناك مجمع عسكري مجهول يقبع خلف هذه القصة ؟؟

قد تكون نظرتنا أكثر دقة لو نظرنا لها من زاوية مايسمى بالـ UFO في هذه القصة بالذات ، لن نستبق الأحداث لكن لنرى ماحدث بعد ذلك ،،، 

اتضح أنه بعد فترة وجيزة من اتصال السيدة لويز بالكاتب الصحفي الأمريكي من أصل أفريقي لنقل قصتها، قد زارها اثنين من الرجال ببدلات رسمية سوداء ، وطرحوا عليها الكثير من الأسئلة ! بالاضافة إلى جمع عينات الشعر التي قد سقطت من رأسها ! وما يثير الفضول هو عبارة قد قالها احد الرجلين لها ، حيث ذكر لها ” انها يجب ان تشعر بالارتياح والسعادة فقد تكون قد ساعدت في – إنقاذ الأمة – !! ” وقد حذروها أيضا بعدم التحدث عن تجربتها لأحد !.
٢٠١٤٠٧٠٧-٢١٣٤٣٣-٧٧٦٧٣٦٩٧.jpg
أنا متأكدة من أنني لا احتاج إلى القول بأن الإشارة الواضحة لدى ذكر ” رجال بالأسود أو ببدلات رسمية ” يوحي بوجود مؤامرة !، وبالنظر إلى تاريخ هذه القصة نرى أن وجود ” رجال بالأسود ” أصبحت ظاهرة ثقافية ، والتي تشير إلى أن ” لقاءات ” كهذه قد يكون خلفها بعض الحقيقة .
إن أقرب التقارير التي تحدثت عن ” رجال بالأسود – وهو مايرمز إلى لباسهم ” أو MIB ، قد خرجت في منتصف عام 1940م ، وبسرعة أصبحت سمة أساسية لمن له خبرة أو على صلة بما يخص الـ UFO منذ ذلك الحين ، لكنها لم تنال هذا الانتشار الثقافي حتى فترة متقدمة من عام 1950 م ، مع ذكر هذه الصفة في الكتب ككتب ” قري باركر ” – احدها بعنوان : انهم يعرفون الكثير عن الصحون الطائرة عام (1956) – وطبعًا كانت هذه الكتب مقتصرة على نوعية من الناس الذين يسعون إلى معرفة وقراءة هذه النوعية من المعلومات ، ولم تنتشر هذه الصفة أو السمة وتصبح مألوفة إلا بعد سنوات عديدة من خلال الكتب المصوّرة التي اتخذت من كتاب ” باركر ” مرجع واساس لها ولا ننسى طبعًا الفلم الذي قام ببطولته ويل سميث Men In Black ” رجال بالاسود ” – MIB كاختصار – 
– الآن الجميع تقريبا يعرف ما معنى ” ميب – MIB ” وكيف يكون عليه الحال باللقاء معهم ،

ومع ذلك ففي فترة عام 1960 م لم تكن المعرفة بهم وبما يمثلونه انتشرت في نطاقٍ واسع لذلك فإنه من غير المحتمل أن تكون السيدة لويز قد ادمجت ظاهرة ( ميب – MIB ) مع تجربتها . 

كما ان القصة التي نُشرت ادرجت أقوال جيرانها الذين أكدوا على مشاهدة رأسها سليمًا معافى قبل الحادث بيوم ، كما تناول القليل من الكتب قصتها الغامضة ككتاب ( violini ) للكاتبة خوانيتا روز وكتاب ( غير معقول – incredible ) وأخيرًا كتاب ( قضايا تم تجاهلها – the ignored ) لعام 2009 م ، ولعل سبب عدم الاهتمام بقصتها يعود إلى نظرة الكثيرين لهذه القصة كإحدى القصص الممتعة فقط ( متعة للقارئ ، وليس للويز من الواضح ) . 
وقد تم نشر صورة لرأس السيدة ماثيو وما حدث له في الصحيفة ، ومن المؤسف أن هذا هو كل مايمكن تأكيده لنا قُرّاء هذا القرن .
٢٠١٤٠٧٠٧-٢١٣٥٣٣-٧٧٧٣٣٢١٧.jpg
فهل دخلت ” كرة نارية ” منزلها فعلاً ؟؟ منتهكة في طريقها قوانين الفيزياء كلها ؟؟ وهل احرقتها فعلاً ؟ ربما بشكل من اشكال الاشعاعات ؟؟ وهل زارها رجالٌ بلباسٍ أسود في محاولة للتستر على تجربتها ؟؟!! أم أنها اختلقت القصة برمتها ؟؟!! فعلا ، لا أملك إجاباتٍ عن ذلك ، إلا أن هذه القصة بالإضافة إلى قصص العديد من الناس الذين ذكروا قصصهم المشابهه ، تعتبر كومة متزايدة تثبت أننا لسنا وحدنا في هذا الكون . 
ترجمة واعداد : كوين أوف بوكس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق