في عام 1889 م تم اكتشاف مجسم صغير لجسم إنسان في نامبا ، ايداهو خلال عملية لحفر الآبار في القرن الماضي ، و نال هذا الاكتشاف اهتمامًا مكثفا من الأوساط العلمية ، فهذا المجسم تم صناعته بأيدي بشرية بلا شك ، وقد وجد على عمق (320 ‘) مترًا ، وما يثير الحيرة أنه يرجع إلى زمنٍ أقدم بكثير من زمن وصول الإنسان إلى هذا الجزء من العالم! ، وذلك وفقا للنظرية المقبولة علميًا في مجال التاريخ التطوري ، وعلى الرغم من بقاء هذا الموضوع طي النسيان من قِبل المجتمع العلمي ، إلا أن الأدلة عندما يُنظر إليها دون التحيز التطوري ، لاتزال تبدو مقنعة أكثر حتى بعد اكتشافه بعد قرنٍ كامل.
تم صناعة نصف الـ “دمية” الصغيرة من الطين والنصف الآخر من الكوارتز، ووفقا لخبير واحد على الأقل، البروفسور ألبرت أ. رايت من كلية أوبرلين، أن الدمية لم تكن نتاج صنع طفل صغير أو أحد الهواة ، بل من صنع فنان حقيقي . وعلى الرغم من تأثير الزمن عليها ، إلا أنه يمكن تمييز ملامح الدمية المتميزة حيث لها رأسٌ منتفخة، مع وجود فم وعينين إلا أنه بالكاد يمكن تمييزهما ويمتاز بعرض المنكبين ، كما أنه قصير، ويحمل الأسلحة السميكة ، وله سيقان طويلة، والساق اليمنى قد قُطعت . وهناك أيضا علامات هندسية خافته على المجسم ، والتي تمثل أحيانا إما أنماطًا للملابس أو المجوهرات حيث توجد في الغالب على الصدر وحول الرقبة، وعلى الأسلحة . و الدمية هي صورة لشخص من حضارة عالية، ذو تقنيات عالية فنيًا.
وعلى عكس العديد من القطع الأثرية القديمة، و العظام التي وجدوها بداخل القبور الذهبية في جبال سييرا نيفادا في كاليفورنيا في القرن الماضي (Gentet، 1991)، كانت صورة ( مجسم ) النامبا هي الوحيدة لمجسم ذو منظر طبيعي قديم مدفون عميقا تحت سطح الأرض حتى الآن . و على هذا النحو، فهو أكثر دليل موثوق به و ممتاز من الانسان القديم في أمريكا الشمالية.
ومع ذلك، فإن الأدلة على صدق مجسم النامبا تبدو ثقيلة التقبل . لأن حالة الصورة أو المجسم تمثل تحديا متطورًا جدا قد يكون لشخصٍ عاش على حدود وقتٍ مبكر! . كما أن طريقة عمل مضخة الرمال، والتي أُستخدمت في عملية اكتشاف المجسم ، يستبعد أن تكون قد استخدمت في العملية وظل المجسم سليمًا رغم ذلك ، وعلاوة على ذلك، في حين يمكن للمرء أن يتصور وجود دافع لخدعة ما (على الرغم من أن فكرة وجود خدعة لتعزيز بلدة حدودية جديدة لم يتم ذكرها مسبقًا من قبل لأي كاتب أو باحثٍ )، فإن ذكر الأشخاص الذين شاركوا في العمل وصفوا دومًا كمواطنين من مكانة عالية في المجتمع و موثوق بهم وفي كلماتهم يستبعد أن يكون في الأمر خدعة ما .
إلا أن هناك دائما احتمالاً أن ليس كل شيء يبدوا على مانراه أو نظنه أولاً ، ربما لن نعرف أبدا على وجه اليقين، ولكن هذا ما نعرفه حتى الآن : انه تم اكتشاف مجسم يعتبره الجيولوجيين سابقًا لوقته لما وُجد به من مهارةٍ في الصّنع وإلا لكان هناك جدلاً أقل مما حدث مع هذا الاكتشاف ، ثم ان النظريات الحالية من نظرية التطور وما يخص الجدول الزمني الجيولوجي لا ينبغي أن تعيق قبول التحف والآثار الإنسانية أو العظام التي وجدت في الطبقات الأرضية حيث أنه ليس من الحكمة أن يتم حضرها .
ترجمة واعداد : كوين أوف بوكس/دلال المطيري



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق