يذكر المؤرخ الكندي كريس ورسن حكاية القط هيتي من ضواحي ولاية فلوريدا واللذي يبدوا أن لديه قدرة خارقة على التحدث!
– حين كانت السيدة روث ديم مستلقية على سريرها ، قفز قطها الأبيض اللون هيتي ذو الستة أشهر إلى جانبها وقال” ماما ، أنا جائع “! فما كان من السيدة ديم إلا أن شعرت بالصدمة المفاجئة ، فأجابته ” ماذا قلت؟ ” فكرر القط هيتي وبصوت واضح يختلط بمواء القطط ” أنا جائع ” ،،، قط يتحدث؟؟!!
تذكر السيدة روث ديم أنها أنقذت هي وزوجها قطٌ جائعٌ صغير وجدوه بمكانٍ مهجور بالقرب من منزلهم في تلال دونم بولاية فلوريدا ، في يونيو حيزران لسنة ١٩٦٣م ،،،،، و قليلاً منّا من يمكنهم تصور هذه الأعجوبه الغريبة بقيام قطٍ بالتحدث باللغة الإنجليزية وبطلاقة ! حتى أصبح أسطورة منطقتهم في ذالك الوقت ، وتقول السيدة روث أن زوجها لم يتقبل هذا الأمر في بداية الأمر وعده أمرًا غريباً غير قابلٍ للتصديق ( وهو محق في ذالك ) ، ولكن بعد أيامٍ قليلة من حديث الهر هيتي ، داعب السيد ديم هيتي وقال له مازحًا ” أنت قطٌ سيئ ” فرد عليه القط قائلاً ” أنا لستُ سيئا ! ، أريد الخروج قليلاً “! وكأنه قد فهم حديث السيد ديم فشعر بالإقتضاب ! ، فدعا الرجل زوجته وقال لها ” هل سمعتِ ذالك؟! ” .. فشعرت السيدة ديم بالإرتياح لأنها ليست الوحيدة اللتي تستطيع سماع حديث القط الأبيض.
وتذكر السيدة روث أن كلمات هيتي الشبه يوميه كانت تغلب عليها طابع العبارات الحزينة الممزوجه بشعوره بالأنين والبؤس لكنه يشرحها بصوتٍ و بطريقة حنونة جدًا ! وأنه ( القط هيتي ) كان يستمتع بمشاهدة التلفاز كثيرًا ! كما ذكرت مجلة الأبحاث ذالك عنه أيضا في أنه كان يعلق أحيانًا حين مشاهدته لصورة كلبٍ في التلفاز بقوله ” إنه ليس حقيقيًا ! ” وكأنه يُطمئن نفسه بذالك ، وفي حادثةٍ أخرى كان يعرض فيها فلمًا حيث يتعرض رجلٌ للقتل بالفلم ، يبدأ هيتي بسؤال السيدة روث ” هل مات ؟ هل تأذى ؟ ” فتجيبه السيدة ديم ” لا إنه لم يتأذى ” وكأن القط هيتي لم يقتنع بجوابها فيرد عليها ” ماما ، لاتكذبي علي! ”
وفي كتاب ” للحديث بقية ” كتب ريكارد وميتشل عن ذالك بقولهم ” إن القط هيتي كالقط توم المعروف في الحلقات الكرتونية للأطفال ، يحاول الخروج من أي مأزق بالتحدث والتعبير عن ذاته وهو يشارك توم بالنفس
الحالة النفسية الشهيرة وبالقدرة على التعبير والتحدث ، إلا أن القط هيتي يمتلئ بالحياة اللتي يفتقدها توم واللتي تبقيه بين طيات الورق وخيال الكُتاب” ،
وحين طلبت الكاتبة والباحثة في أمور الخوارق السيدة سوزي سميث للتحقيق في مسألة القط هيتي لم تجد القط هيتي بالمنزل ، فقد كان حينها خارج المنزل يقوم بنزهة قريبة ! ، فلم تستطع تبادل الحديث معه ، ولكن إحدى الجارات أيّدت السيدة روث فيما قالته عن قطها كأحد الشهود على ذالك ، كما أن أحد الجيران واللذي يشغل منصب مارشال في المنطقة قام برعاية هيتي وبلاكي حين قيام عائلة ديم بالسفر المؤقت خارج البلاد ، وأنه في أحد الأيام حصل شجارٌ وصراع بين القطّين وأنه حاول فصلهما عن بعضها بجريدةٍ مطوية ، وحين عودة العائلة إلى منزلهم أخبر القط هيتي السيدة روث بما حصل بقوله ” لقد ضربني ” فسألته السيدة روث ” من الذي ضربك؟ ” فأجبها ” هو! ” وكان الحديث يدور وبوجود المارشال نفسه ، فسألته ” بما ضربك ؟ ” فرد عليها ” بالجريدة ” ، وحتى هذه اللحظة كان المارشال فورجوس متشككا من قدرة القط فعلا على الحديث إلى أن رأى ذالك بأم عينه ، فتأكد من صدق السيدة روث فيما كانت تدعيه .
وعلى مايبدوا أن هيتي يكره من يسيئ له فلا يجلس عنده أو ينظر إليه أو يتودد له ، وما حدث مع المارشال حدث مع مساعد الطبيب البيطري حيث وصفه هيتي ذات مره بالشخص اللئيم ! وأنه لا يحترم الضيوف! ( ويقصد بذلك ضيوف العيادة البيطرية ! ) .
وذكرت مجلة ” الأبحاث ” أيضا عن زيارة الوزير بنفسه لمنزل هذه العائلة ذات يوم ، وقد سأله هيتي حينها ” لما لاتذهب إلى منزلك؟ ” فأسكتته السيدة ديم شاعرةً بالخجل من كلماته ، ” أيها القط ألا تشعر بالخجل من نفسك؟ ” فرد عليها هيتي ” لا ، لست خجلاً مما قلت ، فهذا إنسان نتن ! ”
ولعل أكثر تعليقات هيتي المؤثرة هي قوله ” لماذا لا يحبني أحد ؟ ” فعلى مايبدو أن هيتي يشعر بأنه لايحصل على مايكفي من اهتمام ، وبإساءة معاملة الناس له! ، ووفقا لمجلة ” الأبحاث ” أيضا ورد في أحد تقاريرها عن حادثة أخرى لهذا القط ، فحين قيام عائلة ديم برحلة خارج الولاية ومرورهم على الطريق بولاية كارولينا الشمالية وبصحبتهم القط هيتي في المقعد الخلفي ، تصادف وجود شرطيٍ للمرور ، وسمع هذا من يستنجده بصراخ يمتزج بالبكاء بقوله ” ساعدني ، ساعدني ” وحين استوقف سيارة العائلة وألقى نظرة على مصدر الصوت وإذا بالقط هيتي أمامه يقول له ” ساعدني ، أريد الخروج ، لا أحد يحبني ! ” .. وعلينا أن نتسائل هنا إن كان الشرطي قد كتب تقريرًا بهذه الحادثة.
– عُرضت قصة القط هيتي على بعض المتشككين و منهم السيد جو رودس ، وهو صديق وجارٌ سابق لعائلة ديمز واللذي لم يصدق أن القط هيتي لديه القدرة على التحدث فعلاً ، لكنه في يومٍ من الأيام حين كان القط هيتي بعيدا عن المنزل لعدة أيام مما جعل العائلة تشعر بالقلق الشديد على قطهم العزيز وأنه أصبح في عِداد المفقودين ، وقد وجدته السيد جو رودس مستلقيا في الخارج فحاول الإمساك به وإعادته إلى العائلة وحين قيام السيد جو بالركض خلفه أخذ القط يصرخ ” لا يمكنك الإمساك بي “!!
-بروفسور علم الإجتماع في إحدى كليات جنوب فلوريدا ، الأستاذ والدكتور هورنيل هارت ، عرض عدة نظريات مختلفة في مناقشة خاصة بهذه القضية مع السيدة سوزي سميث الكاتبة والباحثة في أمور الخوارق ، وقال أن لديه ثلاثة تفسيرات محتملة وفقاً لتصريحات السيد ريكارد وميتشل ، إما أن السيدة ديم لديها القدرة على التحدث بصوتٍ مسموع من خلال بطنها كما نرى ذالك في العديد ممن يمارسون الكوميديا مع الدمى أو أن بالأمر خدعة ما وأنهم قاموا بتطوير بدعة بموجبها تصبح العائلة بقائمة المشهورين وربما الحصول على العديد من المقابلات اللتي يحصلون عليها بمقابل مادي محترم ، وأن حقيقة أن القط بإمكانه الحديث فعلاً أمرًا لم يذكر بشكل ٍ واضح دون وجود السيدة روث ! ومع ذالك ذكرت الباحثة سوزي سميث عن إدلاء الكثير من الشهود بقيام القط فعلا بالتحدث بطريقة ما وبدون وجود السيدة روث !.
وهناك احتمالٌ ميتافيزيقي آخر ، فحسب رأي السيد ماثيو ديدييه وسو سانت كلير المتخصصين بعلوم الخوارق ، ذكرا أنه عند قيامهما بالتحقيق في المسألة كما قد تطرق ريكارد وميشل عن ذالك في كتابهما ، بأن قضية ” جيف النمس المتحدث ” المشهورة واللتي تم التحقيق فيها من قبل المتخصصين بعلم الخوارق السيد هاري برايس وريتشارد لامبرت سنة ١٩٣٠ م ، من أن النمس كان يعيش بمكان بعيد في جزيرة آيل أوف مان ( واللذي احتفظوا به هناك بسبب حب احدى الفتيات له ، بجانب أن وجودة كان سببًا لإبتعاد الفئران عن المنزل ) فجيف كان بقدرته التحدث بصوتٍ عالي وبشكل واضحٍ جدًا ولكن عند إجراء المزيد من التحقيقات توصلوا في النهاية أن جيف قد تملكته روحًا شريرة ( الجن كما نسميها نحن المسلمين ) وهي التي تقوم بالنطق على لسانه ! ، فهل من الممكن أن يكون القط هيتي قد حدث معه نفس الشيئ؟! ( وهذا مانتفق معه نحن المسلمين كحل لهذه القضية ).
أيا كان الحال ، فمن الصعب تجاهل قصة هيتي القط المتحدث من ضواحي ولاية فلوريدا ، وأنه لم يكن دائما يعبر عن شعوره بالشفقه على نفسه فقط ، فإن حبه للسيدة روث جعلته يبقى بجانبها أثناء بقاءها بالمستشفى لمدة طويلة إثر مرض حل بها وحين خروجها من المستشفى في عام ١٩٦٦ م ، وعودتها معه إلى المنزل ، أخذ يقول بصوت يملئه الفرح والسرور ” ماما المنزل ، ماما المنزل!! ” ….. وهو يدور حول قدميها فرحًا بعودتها سالمة .
ماذا كنت ستفعل عزيزي القارئ إذا بدأ حيوانٌ بالتحدث معك؟
ترجمة واعداد : كوين أوف بوكس/ دلال المطيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق