08‏/06‏/2015

حادثة جبل الموتى

٢٠١٤٠٧٠٤-٠٠١١٠٢-٦٦٢٠١٢.jpg
ذكرت الديلي ميل DailyMail أن الباحث الأمريكي و (المؤلف /المخرج ) Donnie Eichar قد إدعى عثوره على تفسير علمي لحادثة ” جبل الموتى ” أو ما أُطلق عليه بـ THE DYATLOV PASS INCIDENT – The “Mountain of the “Dead ، وقد تبنى العديد من المتشككين بالفعل هذه النظريته أو هذا التفسير ، فهل تصمد نظريته؟؟!!

دعونا أولا نلقي نظرة على هذه القصة الغامضة وسأترك الحكم لكم أعزائي القراء في تقبل ما تم تقديمه من تفسير لها أم لا .

-في الثاني من فبراير لسنة ١٩٥٩م ، تم العثور على تسعة من المتزلجين وقد لاقوا حتفهم على الجانب الشرقي من الجبل الواقع بين منطقة كولات سياخل Kholat Syakhl وبين روسيا ، وقد أطلق السكان الأصليين لهذه الأرض تسمية ” ممر دياتلوف ” ” جبل الموت “The Dyatlov Pass” على هذا الجبل بعد هذه الحادثة المخيفة ، تكريما لزعيم المجموعة ايغور دياتلوف .
حتى الآن قد تبدوا هذه الحادثة مجرد مشهداً قد تكرر كثيراً حتى نستطيع أن نصفه ” بالأمر الروتيني ” أو ” الطبيعي القابل للحدوث ” !! إلى أن يستوقفنا هنا سؤالٌ غامض في هذه الحالة بالذات وهو : كيف لقي كلاً منهم حتفه ! !!!

لندخل في تفاصيل هذه الحادثة المحيرة والغامضه في آن واحد ، ولنتخيل معاً ، ماذا حدث بالضبط .




أولاً لقد تم قَطع الخيمة اللتي أعدوها لمبيتهم من الداخل ليتمكنوا من الهروب منها! ، وكأنهم لم يستطيعوا الهروب من الفتحه الأمامية للخيمة أو أن هناك ما منعهم من ذالك ، وقد تُركت جميع ممتلكاتهم خلفهم ! وبعد تتبع آثار أقدامهم على الثلوج ، تَبيّن. أن من هؤلاء المتزلجين من هرب مرتديا حذائيه الاثنين ومنهم من استطاع الهرب بجواربه فقط! ، وقد وجدت آثاراً لقدمٍ بحذاءٍ واحدٍ أيضا!! .. كانت الآثار تتجه إلى غابة قريبة تبعد ١.٥ كيلو متراً عن مكان الحادثة ، وعند بلوغ هذه المسافة تم العثور على جُثتين بأسفل شجرة أرز ، بالقرب من بقايا نارٌ مشتعلة وبلباسهم الداخلي! ، وبعدها عثروا على ثلاثة جثث أخرى مابين موقع المخيم والغابة وقد كانوا أيضا بلباسهم الداخلي! … وتم العثور على أربعة جثث أخرى بعد شهرين اثنين من وقوع الحادثة في إطار أربعة أمتارٍ من الثلوج في وادٍ صغير جدًا.


الإصابات الغامضة!

– ثلاثةٌ من الجثث اللتي عُثر عليها في وادٍ صغير كانت تحمل كلاً منها إصاباتٍ بالغة في الجمجمة ، وتعرض إثنان منهما لكسورٍ قوية في منطقة الصدر . وقد صرّح الطبيب بيروس المرافق لفرقة التحقيق في تلك الحادثة أن القوة المطلوبة لإحداث مثل هذا الضرر مرتفعة جدًا ! فالأضرار كانت بقوة من يتعرضون للإصابات إثر تحطم سيارةٌ مسرعة!!

فالتقرير الخاص بهذه الحادثة يذكر أن هذه الأعراض من علاماتٍ وإصاباتْ وكسورٍ جسيمة قد تنتج بفعل تعرضهم لضغطٍ عالي المستوى أدى إلى العثور عليهم بهذه الحالة ، ومما يزيد من غموض هذه الحادثة أن إحدى الضحايا ، المدعوة بدوبينينا قد أُنتزع لسانها وعينيها من مكانهما ! مع تعفنٍ لخلايا الوجه ، لكن ذالك ليس مستغرباً حيث أن جثتها كانت مُلقاةٌ في بركة صغيرة من الماء أسفل الثلوج أدت إلى تعفن بشرة الوجه ، لكن ما اللذي حدث للسانها وعينيها!!!

أما الجثث الأخرى للمتزلجين الخمس فتم ترجيح وفاتهم نتيجة لإنخفاض حرارة الجسم وأن واحدًا منهم كان يُدعى سلوبودن واللذي تم العثور على جثته سابقاً مابين موقع المخيم والغابة قد تعرض لتصدع بالجمجمة ويذكر التقرير أن إصابته تلك لم تكن مُميته! فما اللذي أدى إلى وفاتهم؟؟!!

وبسبب فشل المحققين في تحديد سيناريو ” مُرجح ” يفسر أسباب وكيفيه كل هذه الوفيات الغامضة ، فقد نشأت النظريات المختلفة في محاولة لتفسير هذه القضيه المُحيّرة …

نظريات ميتافيزيقية :-

٢٠١٤٠٧٠٤-٠٠١٢١٥-٧٣٥٩١٤.jpg
نظرية رجال الثلوج The Abominable Snowmen Theory :
لماذا تم ضم هذه النظرية من بين النظريات الأخرى؟؟!! … أحد التقارير الموجودة لدى مركز الشرطة سابقاً يذكر العثور على ملاحظة كُتب عليها بالخط العريض ( من الآن فصاعدًا ستكون معرفتنا بوجود رجل الثلج يقيناً )! ، إذن هذه الملاحظة المجهولة المصدر قد تُعد اعترافًا من أحدهم وقد يكونون مجموعة أشخاص ممن شاهدوا رجل الثلج! ناهيكم على أن عالِم الحيوان الروسي ميخائيل قد وصف الإصابات الداخلية لبعض المتزلجين بقوله ” يبدو وكأنهم قد تعرضوا لعناق شديدٍ محكم! ” .. فإن أضفنى أيضا أن الأساطير الشعبية اللتي تتحدث عن وجود رجال الثلج في هذه المنطقة ، منتشرٌ بشكلٍ كبير فلن نستغرب إذن من ضم هذه النظرية لبقية النظريات واللتي قد تبدوا أكثر منها غرابةً ،، لكن ما يتحدى صحة هذه النظرية هو عدم وجود أي آثار لأقدام رجل الثلج المزعوم! ووجود ملاحظة مجهولة المصدر دون إعتراف أحدهم بكتابتها يضعها بقائمة ” الإشاعات ” و ” الأقاويل المزورة ” .
٢٠١٤٠٧٠٤-٠٠١٣٠٤-٧٨٤١٤٤.jpg

نظرية الغرباء والمخلوقات الفضائية Aliens & UFOs Theory :-

ذكرت مجموعة من المتجولين اللذين كانوا يبعدون عن مكان الحادثة بحوالي ٥٠ كيلوا متراً عن رؤيتهم لأضواء غريبة برتقالية اللون في السماء بالإتجاه منطقة كولات سياخل Kholat Syakhl في نفس ليلة الحادثة ،. وهذه البلاغات لم تكن هي الوحيدة في تلك الليلة بل شاركهم شهودٌ آخرين بما في ذالك مركز الأرصاد الجوية والجيش عن رؤيتهم لأضواء مشعة في السماء!
أحد الضباط السابقين و يدعى ليف ايفانوف كان أحد المحققين في القضية عام ١٩٥٩ قد نشر مقالا يعترف فيه أنه و فريقه من المحققين لا يملكون أدنى تفسير منطقي للحادثة ، وأشار أيضا على تلقيه لأوامر مباشرة من مسؤولين رفيعي المستوى بأمره بإنهاء التحقيق فورًا والإحتفاظ بجميع النتائج اللتي توصلوا إليها طي الكتمان! وأنه قد شهد بنفسه مع جميع أفراد فريقه آنذاك ” مجالات طيران غريبة ” لذالك فهو يؤمن وبشدة أن الأجسام الغريبة هي المسؤولة عن وفاة المتجولين ، وعند توجه المحقق ايفانوف لموقع المخيم وبحوزته جهاز رصد الإشعاعات بدأ الجهاز يصدر صوت مستمرًا كالنقر بسرعةٍ وبصوتٍ عالٍ ، واثبتت تحاليل الطب الشرعي وجود مادة مشعة للغاية على ملابس الضحايا!.


٢٠١٤٠٧٠٤-٠٠١٤١٨-٨٥٨٨١٣.jpg

نظرية أُبْ العسكرية السرية Secret Military Op Theory :-

نظرية أخرى قد لاقت قبولاً بعض الشيء ، حيث أن الأحداث السابقة كانت في وقت ذروة الحرب الباردة ، لذالك يُرجح قيام الروس بإختبار أسلحة سرية فائقة التقدم في هذه المنطقة ومن سوء حظ مجموعة المتجولين أنهم قد وُجدوا في المكان الغير مناسب وفي الوقت الغير مناسب أيضاً .
ومما يعيدنا في التفكير في احتمالية صواب إحدى النظريتين السابقتين ، ( نظرية مشروع أُب العسكري وكذالك نظرية الغرباء أو مخلوقات الفضاء ) هو أن من قام بتغطية أحداث هذه القضية هما مركز الشرطة والجيش ، فقد ظلت تفاصيل القضية في إطار السرية حتى عام ١٩٩٠ عندما أُعطيت الصحفية اناتولي الإذن من الشرطة بدراسة الملفات الأصلية من التحقيق في هذه الحادثة ، واللتي أفادت في وقتٍ لاحق من أن العديد من الصفحات قد تم استبعادها من الملفات وأن ” المغلف ” الغامض اللذي كان يحوي ماتم إيجاده في تلك الحادثة لم يكن موجودًا أيضا!

وهناك مشكلة يصعب على هاتين النظريتين تفسيرها ، وهي أن بعض المتزلجين قد توفى نتيجة انخفاض في درجة حرارة الجسم ، وبملابسهم الداخلية وبدون تعرضهم لأية إصابات فادحة ، واللتي وُجدت جُثثهم بمسافة قريبة نسبيا من المخيم

، فلست مُتأكدة كيف لـ ” تجارب عسكرية ” أو ” أسلحة متطورة ” أن تفسر تلك الوفيات!.


نظريات المشككين :-

رفض الكثير من المشككين أي نظريات خاصة بالخوارق، و حتى نظريات التدخل العسكري وركزوا بدلا من ذلك على ثلاثة تفسيرات “مقبولة علميا”. دعونا نتدارسها معا.


٢٠١٤٠٧٠٤-٠٠١٥١٥-٩١٥٣١١.jpg
نظرية أفالانش The Avalanche Theory:

وهي تشرح الحادثة كالتالي : حدوث انهيار جليدي قام بسحق خيمة المتجولين واللتي كانوا بداخلها مذعورين جدا فقاموا بقطع مخرجاً لهم ليخرجوا من الخيمة تاركين خلفهم ممتلكاتهم الخاصة وعند خروجهم من بين أكوام الثلوج تمزقت ملابسهم الشتوية وخربت قفازاتهم وخسر بعضا منهم أحذيته في الثلوج وهم يحاولون الهرب وذالك يفسر هروبهم وهم بالكاد يردون شيئا ودون أحذية أو وجود بعض أحذيتهم علو بُعد ميلٍ في الظلام ، وبما أن الجو شديد البرودة في سيبيريا حيث كانت درجة الحرارة ما بين ( ٢٥-٣٠ c ) أي ( ١٣- ٢٢ ) فهرنهايت على وجه الدقة ، وبرياح قوية شديدة البرودة كهذه فلا شك أن أولائك الذين كانوا يرتدون أقل كمية من الملابس هم من تعرض للوفاة بسرعة حين أن البعض الآخر واللذين كانوا يرتدون من الملابس أكثر من غيرهم حاولوا الإبتعاد والبحث عن مخيمٍ آخر وانتهى المطاف بهم في الوقوع في وادٍ عميق فسُحقت أجسادهم حتى الموت أثر وقوع الكمية الكبيرة من الثلوج فوقهم.
ومع أن هذه النظرية قد تبدوا منطقيه للوهلة الأولى إلا أنه لا معنى لها بتاتا! فالمحققون في هذه القضية ذكروا أنه لا يوجد أي دليل على حدوث إنهيار جليدي واللتي كانت ستكون آثاره واضحة جلية ولايمكن التغافل عنها فالإنهيار الجليدي ليس حفنة ثلج تم رميها في الهواء الطلق! ثم لدينا الخيمة واللتي كانت لاتزال واقفة كما ترون في الصورة أدناه ، ثم أن الزلاجات قد غُرست بسهولة في الثلج ولم تتعرض لأي قوة خارجية مما جعلها تحافظ على شكلها الرأسي فإن كانت هذه النظرية صحيحة فهل سنجد الخيمة كما هي في الصورة؟!

٢٠١٤٠٧٠٤-٠٠١٦١٢-٩٧٢٧٥٣.jpg
(لم يتم تدمير أو دفن أي شيء بداخل الخيمة )
وقد ذكرت الديلي ميل DailyMail أن كل شيء كان سليما من ملابس دافئة ، والسترات المضادة للماء والبطانيات والكنزات الصوفية التي كانت ضرورية من أجل البقاء في الطقس السيبيري ، بالإضافة إلى الكاميرات ، واليوميات ، وأواني الطبخ ، وكل ذالك قد تم التخلي عنه في لحظة جنونٍ مريب. لم تستطع هذه النظرية أن تلغي أو تفسر الكم الهائل والمدهش من الأدلة اللتي تثبت أن ماحدث فعلاً معاكساً لما ذهب به أنصار هذه النظرية ، فكيف كان للمتجولون أن يهربوا من بعض الثلوج اللتي بالكاد غطت الخيمة حينها وقد قُدّرت أنها بمقدار بوصة واحدة ، ولما فكّر المتجولون بشق مخرجٍ فرعي معاكسا للمدخل الرئيسي واللذي لم تغمره الثلوج كلياً!
بل أن جانبي الخيمة لازال مثبتاً بالسكاكين ! فما اللذي دفعهم للهروب والنجاة بأرواحهم حافي القدمين! ، بالإضافة لما كانوا يرتدونه من ملابس بالكاد تستطع حمايتهم من البرد السيبيري الخطير!.
ومن الواضح أن أولئك اللذين يدعمون هذه النظرية ليس لديهم فكرة عما تعنيه درجة البرودة واللتي بلغت ( ٢٥-٣٠ ) درجة مئوية ، وكأنهم بذالك يتجاهلون الكثير من التفاصيل المهمة!…. فإنه من غير المنطقي أن يقوم شخصٌ ما بالهروب لمسافة ميلٍ كامل مع علمه بخطورة درجة البرودة وبملابس قليلة لاتكفل له البقاء حياً والتفكير بالعودة لميلٍ آخر وبنفس الكمية القليلة من الملابس ! وبعد إلقاء نظرة فاحصة على الخيمة ، لا أرى كيف يمكن لأي شخص في العالم أن يهرب إلى حتفه بسبب ذالك الكم الهائل ” الوهمي ” من الثلوج!

الخوف من نظرية أفالانش Fear Of An Avalanche Theory :

لقد قرأت أيضاً أن أنصار نظرية ” الخوف من انهيار جليدي ” يمكن تجاهل دعواهم بسهولة لنفس الأسباب السابقة ، فهروب أشخاص لمسافة ميل في برودة لا تقل عن الـ ٢٥ درجة مئوية وبأقدام حافية جزئيا هو حكمٌ بالإعدام! ، وهو القرار اللذي لايمكن لأحد أن يأخذ به إلا إذا واجهته أمورٌ كانت من الخطورة أن تحكم عليه بالموت الفوري ، ولن يقدم أي عاقل على إتخاذ هذا التصرف الخطير جدًا من هروبٍ بهذا الجو الشديد البرودة وبملابسٍ قليلة جدًا لاتضمن له البقاء حيًا لمجرد ” إحتماليه ” انهيار جليدي! ففي أسوأ الأحوال قد يتمكنوا من الهروب لمسافة ١٠٠ مترًا بعيدًا عن مكان الإنهيار المزعوم أو المتوقع حدوثه كما يقولون ثم العودة مرة أخرى ، كما أن إنخفاض جانبي الخيمة وعدم إستخدام المدخل الأمامي لها أيضاً لا معنى له في هذا السياق المزعوم.


٢٠١٤٠٧٠٤-٠٠١٧٥٣-١٠٧٣٥٦٩.jpg

نظرية الموجات السمعية Infrasound Phenomenon Theory :

قام باحثٌ أمريكي يدعى Donnie Eichar بنشر كتاباً يشرح فيه أن الموجات الصوتية اللتي تنتجها الرياح قد تتسبب بمشاعر غير عقلانية كالشعور بالرعب كما حدث مع المتجولين وأن هذا ما يفسر تصرفاتهم الجنونية.
وإنني أرى أن المشكلة الأولى اللتي تواجه هذه النظرية هي ذاتها ماتواجه أنصار نظرية أفالانش فهما لم يستطيعا بنظريتهما تلك أن يفسرا وجود الأضرار الجسيمة اللتي لحقت بأجساد ثلاثة من أصل أربعة جثث واللتي وجدت في الوادي!

فالمشكلة أن عمق الحفرة اللتي وجدت فيها الأربعة جثث ليست بالعمق المهول كما يصورونه بل إنه لم يتعدى أن يكون ” حُفرة ” غير عميقة بتاتا ، فكما تذكر الديلي ميل في وصفها لحفرة الوادي اللتي وجدت بها الجثث ، أن المنحدر لم يتعدى زاوية بمقدار ٣٠ إلى ٤٠ درجة مئوية حيث تم العثور على جثث المتجولون ! ولايمكن نسبُ قيامهم بالتزحلق الحر عليها كما يحدث في جراند كانيون! (١)

وإن ألقيتم نظرة في الصورة أدناه فسوف تدركون أن مجرد الإنزلاق ثم الإنتهاء أسفل هذه الحفرة لايمكن أن يفسر الإصابات الداخلية الواسعة النطاق واللتي عانى منها ثلاثة منهم! وتذكروا أن دكتور بوريس قد صرّح أن الجثث قد تعرضت لمستوى عالي جدًا من الضغط وأن القوة المرجحة لإحداث ضررٍ كما في الجثث لهو شبيه بالتعرض لحادث تحطم سيارة مسرعة جدًا ، فهل الوقوع في كومة ثلوج على مسافة خمسة عشر قدمًا وبزاوية ٣٥ درجة كفيل بإحداث هذا الضرر!! بل إن هذه المسافة بالكاد تستطيع توليد إمكانية حدوث قوة كافية للتسبب بمثل هذا النوع من الأضرار ، فأقصى مايمكن توقعه هو احتمالية حدوث كسور في الصدر في تلك الظروف ، ،،، وماذا عن المتجول الرابع؟ لما لم تقع له إصابات خلافاً لما حدث مع الآخرين؟ فإن لم يكن قد سقط معهم فلماذا لم يحاول العودة إلى الخيمة؟ ومن المهم أن نلاحظ أن المحققين أنفسهم قد صرحوا بإعتقادهم بتعرض المتجولين لتلك الإصابات قبل سقوطهم في الوادي الصغير!.


وبالعودة إلى تفسير نظرية الموجات السمعية واللذي يعد كالمضاربة في البورصة ! … هل يمكن أن تجيبنا هذه النظرية على السؤال التالي : هل يوجد مثال واحد في التاريخ يثبت تعرض ” مجموعة ” أشخاص وليس رجلاً مجنوناً واحدًا ، لتأثير الموجات السمعية تلك واللتي تنتجها الريح ؟ ومع أن الدراسات تقول أن الأصوات قادرة على خلق شعورًا ما بالرعب لكنه ليس تفسيرًا قاطعًا في رأيي ، فهل يمكن تكرار هذه النظرية في الطبيعة؟؟ وهذه النظرية لاتفسر لما لم يخرجوا أو يهربوا من المدخل الأمامي؟؟ أليس ذالك أسهل بكثير من القيام بقطعها؟! ومهما بلغ الرعب من الأصوات اللتي تصدرها الرياح ، فهل يعني ذالك عدم وجود الوقت الكافي لإرتداء الأحذية؟! فكل الاحداث تثبت حدوث شيء ما بشكل مفاجئ وقوي جدًا وليس العكس. ، فهل كانت قوة الصوت كفيله بإثارة الرعب فيهم والهروب بدرجة برودة تبلغ ٢٥ c ؟. ، لم اتقبل ذالك.

و النظريات أعلاه أيضا لا تفسر ارتفاع مستوى الإشعاع القوي اللذي وجد على ملابسهم!.

( النظرية الأكثر إحتمالية )

إن رفض السيناريوهات هو أمر سهل ، والخروج بإحتمالٍ واحدٍ صحيح لهو أكثر صعوبة بكثير ولذلك بإمكاننا التكهن مثلا

بالأخذ برأي المحقق الرئيسي ليف ايفانوف من أن الأجسام الغريبة هي السبب فيما حدث لهم ( ولا أعني بذالك وجود مخلوقات فضائية بل مخلوقاتٌ تعيش بيننا وفي أرضنا ذاتها وليست خارج نطاق الأرض / مخلوقات جوفية ) فحديث المحقق اللذي يعرف تماما ما واجهه في هذه القضيه بالذات يمكن الأخذ به كدليل على صدقه ، ويمكننا تخيل ماحدث بناءا على هذه الفرضيه كالتالي :
لقد قرأنا عن حالات كثيرة تم إختطاف كثير من البشر فيها من قبل مخلوقات غير معروفة لنا ، فلو ربطنا ذالك بالمشاهدات العديدة للأضواء المريبة في السماء في وقت حدوث هذه القضية فيمكننا تخيل أنهم ( المتزلجين ) قد رؤوا ضلال هذه الأجسام الغريبة في مقدمة الخيمة فعلموا أنها ليست مخلوقات من هذه الأرض فشعروا بالرعب الشديد ، فقام أحدهم بشق الجانب الخلفي من الخيمة للهروب بالجانب المعاكس مما يقف في مقدمة الخيمة ، فركضوا بقدر إستطاعتهم حتى وصلوا إلى الغابة ، واستقروا هناك فأضرموا النار لتدفأتهم ، فمن كان حينها يرتدي كمية أقل من الملابس تعرضوا للوفاة بسرعة حتى مع وجود النار ، فعلامات الحروق اللتي كانت على أيدهم قد تثبت محاولاتهم تدفئة أجسادهم في برودة وصلت إلى ٣٠ درجة مئوية كحد أعلى .

وفي تقرير المحققين في هذه الحادثة يذكرون فيه أن المتجولون قد أضرموا النار تحت شجرة البلوط لمجرد الحصول على رؤية أفضل لمعسكرهم ، وهنا لدينا استنتاجين لذالك :
١- إما أنهم لم يكونوا يعلمون موقع معسكرهم بسبب الهروب السريع الغير موجه بإتجاه محدد يجعلهم يعلمون أي يبعد معسكرهم عنهم بالضبط .

٢- أو أنهم كانوا يريدون معرفة ما إذا كان معسكرهم آمنا بالنسبة لهم للعودة له .

أما مايواجه الاحتمال الأول هو أنهم كان بإمكانهم بكل بساطة تتبع آثار أقدامهم على الثلوج للعودة إلى المعسكر إن كانوا فعلا قد أضلوا الطريق .
لذالك يبقى لدينا الاحتمال الثاني الأكثر قبولاً وهو أن بعض أفراد المجموعة قاموا بالصعود على الشجرة لمعرفة ما إذا كان ” ماشكل تهديدًا لحياتهم ” قد ذهب بعيدًا . قبل فترة وجيزة من بدأ بعض أفراد المجموعة بالتعرض للوفاة نتيجة انخفاض درجة حرارة أجسادهم وهذا يفسر العثور على جثتين بجانب النار المضرمة ، وثلاثة آخرين في طريق العودة إلى المخيم بعد أن تملكهم اليأس ، ولو إفترضنا أن اصحاب الجثث الأربعة قد قاموا بإنتزاع الملابس من جثث الموتى للحفاظ على دفئهم وبقائهم على قيد الحياة لكان ذالك سببا مقنعا في العثور على بعض الجثث بالملابس الداخلية فقط! وبعد فترة ليست بالقصيرة عادت الأجساد الغريبة مره أخرى للعائدين للمخيم وعندها تعرضوا للقتل وإلقاء جثثهم في الحفرة ودفن بعضها، فرؤية الكثير للأضواء الغريبة تثبت ذالك وهذا مايفسر وجود الإشعاعات العالية جدًا على ملابسهم وعلى الخيمة ، هذا كل مالدي من تفسير محتمل لهذه الحادثة .
فما هي نظريتك عزيزي القارئ؟

الهوامش:
جراند كانيون : هو اخدود بالغ العمق والإتساع يقع في الجزء الشمالي الغربي من ولاية أريزونا الأمريكية ويبلغ طوله ٣٤٩ كيلوا مترا  .

ترجمة وإعداد : كوين أوف بوكس/دلال المطيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق