استيقظت في غرفة غريبة ، لا أتذكر أي شيء. انها مظلمة جدًا ، ورائحة المسك تملئ الهواء، وجدت نفسي مربوطةً إلى طاولةٍ أو شيء ما ، وهذا المعدنُ الذي يلاصق ظهري العاري باردٌ جدًا ويشعرني بالقشعريرة كلما ناضلت لتحرير نفسي ، لكن بلا فائدة. أنا عالقة ، لا سبيل للخروج.
كانت الأضواء تومض بالغرفة فتمكنت من تفحُّص الغرفة . إنها كبيرة وفارغة ، ويبدوا أنني مُستلقية على طاولة للعمليات ! والكثير من العفن قد نمى على سقف الغرفة ، والرائحة لا تُطاق .
أرى الباب في الجهة المُقابلة ، ورجلٌ ذو شعرٍ دهني أسود ، هزيلٌ الجسد ، طويل القامة ، يمشي إليَّ وهو يرتدي معطفًا أبيض.
إنه يُمسك شيءٌ صغيرٌ معدنيّ في يده. ويُغلق الباب وراءه، فيُقفله ويقترب مني .
وقف بالقُرب من الطاولة التي وُضعتُ عليها ، وأخذ يزيل قطعة القماش التي تغطي جسدي العاري.
الآن فقط عرفتُ أن القطعة الصغيرة المعدنية التي كانت بيده هي عبارة عن مِشرط . حيث قام بالضغط على صدري به ، وهو يخطُّ شيء ما ، فصرخت بكل قوتي من شدة الألم ، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة نحت الكلمات عليّ ، إلى أن بدأت بالصراخ بصوتٍ أعلى .
توقف بعدها ليقول لي ( إششش ، أُصمتي ، أنتِ لا تريدين إثارة غضبي ، أليس كذلك ؟ )
كنت خائفًة ، فحاولت أن أكون هادئًة ……. كان الألم لا يُطاق .
قال بعد إنتهائه مما كان يقوم به ( لنرى الآن ، هممم ، لا نريد لذلك أن يُصاب بالتلوث ، أليس كذلك ؟ )
فإستخرج زجاجة بُنية ثم قال ( آها ، هذا سيفي بالغرض ) ثم بدأ بفرك الجرح بالكحول بينما أنا أهز رأسي رافضًةً والدموع تملئ وجنتي .
فقال لي وهو يبتسم في وجهي ( لكننا لا نريد أن تُصابين بالتلوث ، أليس كذلك عزيزتي ؟ )
وبكل هدوءٍ حاولتُ تصنعه رددت عليه ( لا تدعوني بذلك ، أنا لستُ عزيزتك ، أنا لا أعرفك )
وكأنني بقولي ذلك قد صفعته على وجهه!
فبدأت ملامح الغضب على وجهه وقال لي ( لا تجرئي على عدم إحترامي! مرة أخرى ، هل تفهميني ؟ )
حاولت أن أقول له ( نعم ) ولكنني لم أستطع. فأمسك بوجهي، وقال: “قلت، هل تفهميني؟”
قلت ( نعم ) والدموع تنهمر من عينيّ ، فواصل صبّ الكحول على جروحي ، فعضضت على شفتيّ حتى لا أصرخ فأثير غضبه .
إلتفت إليّ حينها وقال لي ( أوووه ، لماذا تبكين يا عزيزتي؟ هل أوجعتك؟ أنا آسف ).
أخرج قطعة قماشٍ من جيبه ومسح بها وجهي. ثم وضعها بجانبي و خرج من الغرفة.
رفعتُ وجهي محاولةً قراءة ما نحته على صدري ، فوجدت كلمة واحدة …. [[ مُلكي ]] !.
عاد بعدها بمرور بضعة ساعاتٍ على مايبدو ( حيث أفقدتني الكلمة الشعور بالوعي ) ولم أكن أشعر بالألم الشديد حينها.
قال لي : ( كل شيء على مايُرام ؟ أرأيتِ ، لم يكن ذلك سيئًا جدًا ، هل كان كذلك؟ ) ، ( سأُفك قيودك ، لكن إن فكّرتِ في محاولة الهرب ، سوف أطلق النار عليكِ ، وذلك ليس بالأمر بالجيد على أي حال ، وكما تعلمين ، فأنت لا تعرفين حتى طريق الخروج من هنا ) .
بدأ بفك القيد حول رقبتي أولا ، ثم معصمي ، ثم قدميّ . ثم بدأ بمساعدتي في الجلوس بينما أنا أفرُك معصميّ المنتفخين والذي أصبحا باللون الأحمر .
– سألته : “ما اسمك؟” .
بهدوءٍ تام ، قال لي : “اسمي آدم، أعتذرُ إن كُنتُ قد أَخَفْتكِ “.
ثم قام بمُساعدتي بالنزول من على الطاولة ، فلففتُ القُماش حول جسدي ، بينما كان يقودني إلى غُرفةٍ أُخرى . كانت غُرفةٌ فسيحة ونظيفة ، وبها سريرٌ عملاق ذو قُبّةٍ تعلوه كالمظلة ، وعلى جانب السرير كانت هناك خزانة مليئةٌ بالملابس الجديدة بالإضافة إلى مرآةٍ كبيرة على الحائط ، وبابٌ في الجهة الأخرى يؤدي إلى دورةٌ للمياة ، كما كان اللون الخوخي يملئ الجدران فيجعلها كغُرفة نومٍ في الأحلام .
– ( ها أنتِ هنا عزيزتي ، في غُرفة مناسبة لملكة . أتمنى أن تجدي كُل ما تحتاجينه فيها . أرجوكِ ، أُنظري حولك ، وأرتدي شيئًا جميلاً ، فسأعود قريبًا ، لنتناول العشاء معًا ، الليلة ).
خرج بعدها ، ليُغلق الباب خلفه بقوة ، ثم سمعتُ صوت قِفلٌ يُدار .
ذهبت إلى الخزانة لأنتقي شيئًا أرتديه ، فوجدتها مملوءة بالفساتين الجميلة ، فأخترت أحدها ذو لونٍ أزرق مُدهش ، فوضعته على السرير العملاق
، ومشيت إلى الحمام ، كان كبيرًا جدًا ذو أرضية من الرُّخام .
فاتجهتُ إلى الدُّش ، لآخذ حمامًا سريعًا ، فتسارع مجرى المياه على جروحي ، فعضضتُ شفتاي مرة أُخرى بسبب الألم ، فأوقفتُ تسرّب المياه فورًا ، لأخرج فأُجفف نفسي وأرتدي الفستان الذي وضعته في الغُرفة .
كان الفُستان الذي اخترته من الستان الأزرق إلا أنه كان ضيقًا جدًا لدرجة أنه اشعرني بأوجاع جروحي مرةً أخرى ، كانت الأوجاع كاللدغات على جلدي .
حينها انتبهتُ لوجود بابٍ آخر موارب ، ففتحته ، فوجدتُ أمامي أرفُفٍ عديدة مملوءة بالأحذية وجانبٌ آخر للمجوهرات! ، فأخذتُ زوجًا من الأحذية وجدته مناسبًا لفستاني مع قلادة مذهلة من الألماس بالإضافة لأقراطٍ مُناسبة .
وجلستُ أمام المرآه لأُحسّن مظهر شعري ، بعد ذلك اتجهت إلى حافة السرير لأجلس عليه فوجدته مُريحًا جدًا ، حينها سمعتُ طرقًا على الباب .
دخل إلى الغُرفة ، فقمتُ بالوقوفِ سريعًا ……. لم يكن يرتدي ملابسه التي رأيته فيها للمرة الأولى ، بل كان يرتدي بدلة توكسيدو سوداء اللون جميلة ، وقد بدى نظيفًا جدًا الآن .
– ( تبدين جميلة ) قالها لي حينما وقعت عيناه علي .
– شكرته على إطرائه ، فأخذ ذراعي وبدأ يقودني إلى خارج الغُرفة ، تبعته بالرغم من أنني لا أعلم ما يحدث حقًا ، فاتجه بي إلى غُرفةٍ للطعام كانت من أجمل ما رأيتُ في حياتي ، فسحب لي كُرسيًا لأجلس ، وجلس في الجانب الآخر من الطاولة .
صبّ لي كأسًا من النبيذ ، ووضع شرائح لحمٍ على صحني بجانب بعض الجزر الصغير والبازلاء ، فبدأتُ أتناول الطعام .
هناك شيءٌ ليس على ما يُرام ….. أنا …. بدأت أشعرُ بالتعب …….لا ….. لا أستطيع الإبقاء على عينيّ مفتوحتان …….
.
.
.
.
.
أستيقظتُ في غرفتي ، ففُتح الباب ، ودخل منه وهو يحمل المِشرطَ في يده مرة أخرى …. بدأت بالبكاء وإلقاء رأسي على الوسادة ……
استيقظتُ والعرق يملئ جسدي ، الحمد لله ، كان ذلك مجرد حُلم .
صدري يؤلمني نوعًا ما ، ربما بسبب قيامي بخدشه بأصابعي ، قد أكون جرحتُ نفسي حين كنت أعاني من ذلك الكابوس الرهيب.
شعرتُ بجفاف بفمي ، فذهبت لدورة المياه لأغسل وجهي ، ونظرتُ إلى المرآة …….شعرتُ حينها أنني على وشك الإغماء …. كانت هناك كلمة (( مُلكي )) محفورةٌ على صدري!!!
أحسست بالذُّعر ، فأخذت أجري من الحمام إلى غُرفتي …. إنها هي …. كما في حُلمي! …. سمعتُ الباب يُفتح ، فمتلئت عيوني بالدموع وأنا أسقُطُ على الأرض ،، لا أعرف ماذا أفعل بعد الآن
…. إقترب مني ….
– هل كل شيء على ما يُرام عزيزتي ؟
ترجمة: كوين أوف بوكس/ دلال المطيري
THE END

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق