06‏/06‏/2015

إتّصل بي ....



لا زلتُ لم أستقبل أي رسالة ! 
أعتقد بأنه لم يرغب بالإتصال بي بعد كُل شيء ، في الحقيقة ، لا ألومه على ذلك ، فربما قد تسرعت البارحة . 
لقد انتبهتُ لوجوده قبل أن ينتبه هو إليّ ، كان يمتلك شعرًا أسودًا لامعًا ، وعينين زرقاوتين بشكل غير طبيعي ، لم أكن الوحيدة التي شدّ انتباهها أنا متأكدة من ذلك ، كانت حركاته مفعمة بالرجولة ، وإبتسامته …. إبتسامته … أستطيع القبول بالموتِ من أجل تلك الإبتسامة . 
لا زلتُ لم أستقبل أي رسالة !
فكرتُ بالإتصال به ، ربما لأعتذر عن تسرعي البارحة . أنا جبانة ، أعلمُ بذلك ، لكنني لا أستطيع الإتصال برقمه . 
بالإضافة إلى أنه قد وعدني بالإتصال بي حين يكون مُستعدًا . 
لذلك سأنتظر ، فأنا صبورة 

أعلم ماذا أفعل ، سأمرِّ على منزله ، فقط لأراه إن كان موجودًا هناك أو لا ، فربما يكونُ خارج المنزل ! ، وذلك سيُفسّر لي على الأقل عدم إتصاله بي حتى الآن . 
إنه يعيشُ على بُعدِ نصفِ ساعةٍ من الطريق على كُل حال ، فربما يكونُ خجِلاً وخائفًا من الإتصال بي . يا له من فتى سخيف ، سأذهب إليه لأخبره بأنه لا يجب أن يكون خائفًا ، وأنني لا أُمانع إن كان بحاجة لمزيد من الوقت ليُقرر . 
– إنه يعيشُ في مزرعةٍ منعزلة على مَشارِفُ المدينة ، يُمكنني سماع الخرافِ في الزرائِب وأنا أقترب منها . 
أشعرُ بخفقانَ في قلبي وأنا أرى أضواء الحريقِ بداخِل الزريبة . 
لابد من أنه هناك في المنزل ، لقد قال لي بالأمسِ أن والديه سيُغادران المنزل في عُطلة نهاية الأسبوع . تركوه ليعتني بالأغنامِ في فترة غيابهم ، يا للطفلِ المسكين ، لابد من أنه عملٌ شاق ، ربما كان مشغولا جدًا لذلك لم يستطع الإتصال بي . 
يجب أن أبقى هنا حتى يعود والديه ، وسأساعده على رعاية جميع تلك الأغنام . 
طَرِقتُ باب المنزل ، لكن لم يَرد علي أحد …. ربما يكونُ نائِمًا ، تخيلتُ وجهه الجميلُ وهو نائِمٌ فإبتسمتُ رغمًا عني . 
حاولتُ فتح الباب ، فوجدته غير مُقفلٍ ، لا عجب من ذلك فالمنطقة آمنة ولا توجد جرائم فيها .. لذلك أعتقد أنه لا حاجة لقفل البابِ هنا …. أُحاول أن أتسلل إلى داخِل المنزل بكل هدوء ، أريدُ أن أُفاجئه بقدومي ، حاولتُ أن أُخففِ من ثقلي على الدرجات ، فصريرها واضحٌ وأنا أصعد درجةٍ درجةْ …. 
أخيرًا وصلتُ إلى غُرفة نومه ، ففتحتُ الباب بكُلّ هدوء . 
ها هو هناك ، يرقُدُ على السرير كما اعتقدتْ … بهدوءٍ تام أخذتُ شمعةً على مكتبه حتى أستطيعُ أن أرى وجهه . 
عينيهِ الزرقاوين مفتوحتان ، وهو يُحدّقُ في فضاء الغُرفة ….. كان وجهه مُلطّخًا بالدماء… وقد نُحِتت وِجنتيه … وجلدُ وجهه قد تمزّق وتُرك وهو يسقطُ على جانبي وجهه ….. أظافرهُ قد خُلعت …. لقد تم وضعها على السرير بشكلٍ مُرتّب …. وقد نُحتت كلماتٍ على صدره !!! 
نظرتُ له وأنا أُغطي فمي بيدي ….
انه لايزالُ كما تركته بالأمس ، لابد أنه مُتعبٌ جدًا ! لذلك نام النهارَ كُله …. كم هو لطيف…. قبّلتُ جبينه بكُلّ هدوء … حتى أتأكد من أنني لن أوقضه من نومه …. ثم كتبتُ رسالةٍ أُخرى تحت الجُملةِ التي على صدره ( إتصل بي )… حتى يعلمُ بأنني هنا إن إحتاج إلي .
تركتُ الغرفة ، وخرجتُ من المنزل … أعتقد أنه حان الوقتِ للخراف أن تنامْ . 
وغدًا سأقدّمُ نفسي لوالديه ، أنا متأكدة من انهم سيحبونني جدًا . 
🌹انتهت

ترجمة : كوين أوف بوكس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق